الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة قف: عندما تُهدى الملابس الداخلية علنا في قنواتنا المحلية !

نشر في  05 جانفي 2016  (16:26)

يبدو أن عقلية "البوز" وتحقيق نسب مشاهدة عالية باتت تسيطر على جلّ القنوات الخاصة والعمومية كذلك، قنوات صار حلمها استقطاب أكبر عدد من المشاهدين ولو تطلب منها الأمر الرمي بأخلاقيات المهنة عرض الحائط، متناسين أن البوز ونسب المشاهدة تتحققان بواسطة برامج ذات محتوى ومضمون يحترمان المشاهد أولا وأخيرا، دون السقوط في فخّ الابتذال والوقاحة و"قلّة الحياء" ..
ما يدفعنا الى التذكير بهذه الأمور البديهية هو ما أقدمت عليه قناة "مغرب 24" مؤخرا، حيث قامت "الممثلة" مرام بن عزيزة باهداء ملابس داخلية للناشطة السابقة في منظمة فيمن أمينة السبوعي وفي خطوة جريئة ان لم نقل بذيئة اقترحت عليها ارتداء هذه الملابس الداخلية، وبطبيعة الحال وافقت السبوعي على هذا الطلب السخيف ولم تتردد في ارتداء الهدية، لتطير بن عزيزة فرحا وكأننا بها اكتشفت اكتشافا قد يغير التاريخ والجغرافيا ويغير خريطة العالم أو افتتحت الفتح العظيم بانجازها التاريخي وغير المسبوق.
لمرام بن عزيزة نقول إن ما قامت به يدخل في خانة التفاهة والانحطاط لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون ما قدمته مادة اعلامية تستحق المشاهدة، وليس بهذه الرداءة الاعلامية تكسبين حب المشاهد وتجلبين انتباهه أو تحققين نسب مشاهدة عالية.
قد لا نلوم مرام كثيرا قدر لومنا على قناة "مغرب 24" التي اساءت الاختيار ولم تحسن التدبير فبحثت عن طريق سهل لادارة الرقاب اليها ولقناة "مغرب 24" نقول" ما هكذا تساق الابل".
نحن واذ نرفض كل أشكال التطرف في قنواتنا والمغالاة فاننا أكيد نرفع الورقة الحمراء في وجه الانحطاط الاعلامي على غرار ما أقدمت عليها بن عزيزة، التي شاءت الصدف أن تتحول وبقدرة قادر الى ممثلة ثم الى مقدمة برامج، في حين هناك عشرات الكفاءات سواء من المجال الاعلامي أو الفني والثقافي القادرة على تقديم مادة اعلامية بعيدة عن هذا الاستسهال ... لكن ماذا عسانا نقول وقد تحوّلت بعض وسائل الاعلام الى مرتع لكل من هبّ ودبّ دون أدنى دراية بأبجديات هذا القطاع وأبسط شروطه.
أخيرا، نؤكد أنه ليس بثقافة "الملابس الداخلية" سنطّور من المشهد الاعلامي ونرتقي به، الاعلام أمانة ومسؤولية أو لا يكون، فأدركوا هذا قبل فوات الآوان ..

سنـاء الماجري